ســـــحـر ســـــوريــة وتـألــق عـاصـمـتـهــا
دمــشـــــق الـفـيـحــــاء
)رفيقة الزمن، وجدة المدن العامرة، والمدينة العربية المتجددة الشباب(
تعتبر سورية من أغنى بلاد الأرض بتنوع الحضارات والتاريخ، فهي مهد الحضارات التي ازدهرت في خضم الغابر، حيث الأوابد والعمائر شواهد على ما تركه الأقدمون من بصمات ما زال يروي القائم منها أقاصيص الشعوب التي مرت عليها، قلاع شامخة فوق القمم، مدن مارت في التلال وفي السهوب، أمم تزاحمت في الصراع على أرضها ثم انهارت تحت ضربات أمم أخرى، آثارها تروي حكايات الأولين وغابر أمجادهم وما تركوه من رقي وارتقاء.
إن موقع سورية الجغرافي المتميز (شرقي البحر الأبيض المتوسط بين القارات الثلاث آسيا ، أوروبا وأفريقيا) حيث كانت ملتقى القوافل لطريق الحرير القادمة من الشرق والغرب، جعل الحضارات تتوالى على أرضها متعددة منها ما ولدها شعبها، ومنها ما وفدت واستقرت وذابت في هذا النسيج الفريد محققة أخصب تفاعل حضاري عرفته البشرية، ومن هنا جاءت أهمية سورية الاقتصادية والسياسية والسياحية وبشكل خاص أهمية عاصمتها دمشق التي تقع على خط طول 36.18 شرقي غر ينتش، وعلى خط عرض 33.21 شمالاً وترتفع عن سطح البحر نحو 690م وتبدو في واحة كأنها الزمردة الخضراء وسط رمال الصحراء الذهبية اللون. يطل عليها جبل قاسيون بأجمل المناظر البانورامية. تميز موقعها بإمكان توسعها العمراني المستمر ويزيد عدد سكانها عن 3.5 مليون نسمة.
إن هذا الموقع لدمشق على الطرق العالمية، ومعاصرتها الصراع الدولي عبر العصور، جعل اسمها في الكتب المقدسة والوثائق التاريخية بمختلف اللغات العالمية القديمة والحديثة. وهي أقدم العواصم المأهولة حتى الآن، ومن أعرق العواصم التي ما زالت قائمة كواحة خضراء تفئ تحت وارف غوطتها الفيحاء وترتوي من مياه بردى نهرها الخالد، دمشق التي تغنى الجميع بها ووصفوها بأجمل العبارات مثل "رفيقة الزمن، وجدة المدن العامرة، والمدينة العربية المتجددة الشباب"… وإن انطباعاتهم الجميلة عنها جعلتهم من أصدقاء دمشق الخلص. فهي قديمة قدم التاريخ، كما أن أهمية موقعها أسهم في نشوء محطة أو قرية لها معبدها. وفي نهاية الألف الثاني قبل الميلاد أسس فيها القائد العربي الروماني (رزون) مملكته الشهيرة بدفاعها عن المنطقة، وتوحيد صفوف الممالك الآرامية وقيادتها في عهد (برحيد وحزائيل...) فقضى عليها الآشوريون عام 732 ق.م، ثم شهدت دمشق عهود العرب الكلدانيين (605 - 538 ق.م) ثم الإخمينيين (538 – 333 ق.م) وتحدث عنها الجغرافي (سترابو) كأشهر مدينة في غرب آسيا، وبعد ظهور العرب الأنباط كقوة هامة في المنطقة، جعلوا دمشق عاصمتهم في عهد الحارث الثالث (87-62 ق.م) والحارث الرابع. وفي عام 105م قضى الرومان على مملكة العرب الأنباط وأسسوا الولاية العربية وجعلوا بصرى عاصمتها. وبعد انقسام الإمبراطورية الرومانية أصبحت دمشق _ كبقية بلاد الشام _ خاضعة للإمبراطورية البيزنطية حيث تزايد نفوذ العرب الغساسنة فيها. وفي عام 635م حرر العرب المسلمون دمشق من الحكم البيزنطي.
وفي العصر الأموي (661-749) غدت عاصمة العالم العربي والإسلامي، فشهدت عصرها الذهبي. ثم عهود العباسيين. وحكمها ولاة طولونيون وإخشيديون وفاطميون وأيوبيون ومماليك وعثمانيون وفرنسيون.
وفي عام 1946 تم جلاء القوات الأجنبية عن سورية حيث شهدت البلاد نهضة جديدة. وبعد الحركة التصحيحية شهدت دمشق وبقية المدن والمحافظات السورية مشاريع بناء المدارس والكليات والجسور والملاعب الرياضية والحدائق الغناء وصالات الفنون الجميلة والفنادق الدولية الحديثة ومطار دولي (مكتبة الأسد الوطنية، بانوراما حرب تشرين، نصب الجندي المجهول في جبل قاسيون، دار الأسد للثقافة والفنون والمسرح القومي … وغيرها) لتلبية رغبات الزائر المختلفة. كما تشهد الآن ثورة في التطوير والتحديث في ظل قيادة شابة واعدة للدكتور بشار الأسد، و يقام فيها عدة معارض سنوية وتخصصية دولية وتظاهرات فنية أهمها معرض دمشق الدولي الذي يقام على أرض أكبر مدينة معارض في الشرق الأوسط ومهرجانه الفني المتميز خلال شهري آب وأيلول ومعرض الزهور في شهر أيار.
وتضم دمشق عدد من المتاحف التي ازدادت مجموعاتها غنى وهي:
-المتحف الوطني: حيث عرضت فيه مجموعاته عرضاً فنياً وعلمياً، ويحرص الزائرون على التصوير في حديقته للاحتفاظ بذكريات لا تمحوها الأيام.
-متحف التقاليد الشعبية والصناعات اليدوية: في قصر العظم الذي يعتبر من أجمل قصور دمشق القديمة.
-متحف الطب والعلوم عند العرب: في مبنى (بيمارستان النوري).
-متحف دمشق التاريخي: في مبنى منزل خالد العظم.
-متحف الخط العربي: في مبنى المدرسة الجقمقية المملوكية.
-متحف دمشق الحربي: في التكية السليمانية.
-متحف دمشق الزراعي.
أسواقها: اشتهرت دمشق بأسواقها الشعبية التخصصية مثل:
-سوق الحميدية: تعتبر هذه السوق من أشهر وأجمل أسواق العالم، وتبدو كمعرض دائم للفنون التقليدية، ويبدأ التنزه في هذه السوق قرب قلعة دمشق الأيوبية وينتهي عند باب الجامع الأموي الكبير من جهة الغرب.
-سوق مدحت باشا: يقع قرب باب الجابية حيث يبعث في الذاكرة قصة (بولس وحنانيا) والشارع المستقيم.
-سوق البزورية: تؤكد على شهرة الشرق بالتوابل والبهارات والحلويات والفواكه الشامية المجففة.
-سوق المهن اليدوية: في مبنى التكية السليمانية الصغرى وتضم أشهر الصناعات اليدوية الزجاجية، الفخارية، الخشبية، العاجية والصدفية (الموزاييك) والحلي ونسيج البروكار الدمشقي… وإن رؤية الصناع الفنيين يبدعون روائعهم بأدواتهم البسيطة تترك في النفس ذكريات خالدة.
-سوق الصالحية: قرب جامع الشيخ محي الدين حيث توضح تاريخ نشوء الأسواق قرب المعابد، وأهمية فعالياتها وكذلك شهرة دمشق بالثمار والخضار والفاكهة.
المقاهي الشعبية: في حي النوفرة شرقي الجامع الأموي وفي مناطق أخرى مثل الربوة والغوطة ومقهى الحجاز وهي مقاه تلبي رغبة السائح في الراحة والاطلاع على جمالية وبساطة هذه المقاهي المشهورة بشرب الشاي والقهوة وعادة التدخين بالنرجيلة والحكواتي الذي لا يزال حتى الآن في بعض تلك المقاهي.
الحمامات الشعبية: هناك حمامات شعبية تلبي رغبة السائح في معرفة الحمامات القديمة وأهمية النظافة، ومن أشهر هذه الحمامات حمام نور الدين الشهيد _ حمام الورد _ حمام الملك الظاهر و حمام فتحي الذي رمم منذ فترة قصيرة وغيرها.
المباني والقصور الأثرية والتاريخية: يوجد بدمشق عدد كبير منها مثل:
-قلعة دمشق الأيوبية: تعد من القلاع الفريدة من نوعها في العالم والتي تبدو كأنها تنطق بصوت الصمت قصص ملاحم الصمود في وجه التتار والصليبيين والمغول.
-سور دمشق وأبوابها السبعة: حيث كان يحيط بدمشق سور لم يبق منه إلا بعض أقسام يمكن رؤيتها من جانب باب توما والباب الشرقي وباب كيسان وباب السلام كما يمكن رؤية عدد من الأبراج القديمة التي كانت تدعم سور المدينة، وهناك أبواب أخرى تضاف إلى ما سبق ذكرها هي باب الصغير، باب الجابية وباب الجنيق (الفراديس).
-قوس التترابيل: في منتصف الشارع المستقيم وقرب الكنيسة المريمية، بين باب الجابية والباب الشرقي. كما يوجد بها مجموعة من القصور والبيوت التي يدل جمالها على أن العرب القدماء اعتبروا بيت الإنسان فردوسه وفردوس الإنسان بيته مما جعلهم يهتمون بجمال مساكنهم وتزيده بكل ما يلزم من رسوم وزخارف ونوافير مياه وباحات وأشجار وأزهار مثل قصر العظم وقصر النعسان، وبيت خالد العظم، وبيت السباعي، وبيت نظام وبيت جبري.
أما المباني الدينية فهي كثيرة أهمها:
-الجامع الأموي: يعتبر من روائع فن العمارة، يعود فضل بنائه إلى الوليد بن عبد الملك (705-715م) يتميز بسعته وارتفاع مبناه، وجمال مآذنه الثلاث وقبته، وجمال لوحات فسيفسائه التي تمثل فيلات دمشق تطل على نهر بردى كفردوس أرضي. كما يحوي ضريح النبي يحيى (يوحنا المعمدان) والمتحف الخاص بالجامع والذي يمكننا من الاطلاع على بقايا معبد جوبيتر الدمشقي.
-التكية السليمانية: يتميز مبناها بجمال قبتها، وتناظر مئذنتيها الرشيقتين، وتوالي أروقتها، وسعة بحيرتها، وكثرة أزهارها.
-ضريح صلاح الدين الأيوبي: يقع في شمال الجامع الأموي.
- وهناك جامع الشيخ محي الدين في حي الصالحية وجامع درويش باشا المشهور بروائع القاشاني وجامع السنانية المتميز بمئذنته المغطاة بالقاشاني الأخضر وجامع التيروزي في حي باب السريجة حيث تزين روائع القاشاني جدرانه، وجامع مراد باشا في حي السويقة في الطريق إلى حي الميدان العريق بنضال أبنائه وجامع السيدة زينب في ضاحية دمشق وجامع السيدة رقية في حي العمارة. كذلك كنيسة حنانيا التي يحرص الجميع على زيارتها للاطلاع على قصة القديس بولس واعتناقه النصرانية بمساعدة حنانيا وكنيسة القديس بولس في باب كيسان حيث تحول هذا الباب إلى كنيسة لارتباط ذكريات مغادرة القديس بولس دمشق متدلياً من فوق هذا الباب، والكنيسة المريمية التي تعتبر من أقدم وأجمل كنائسها والتي يحرص الكثيرون على زيارتها والصلاة فيها.
وبدمشق أحياء قديمة يحرص الكثيرون على زيارتها والتنزه في طرقاتها الضيقة والتأمل في جمال عمارتها المحلية الجميلة، والاحتفاظ بانطباعات لا تنسى.
لقد تغنى الجميع بدمشق ووصفوها بأجمل العبارات مثل "رفيقة الزمن، وجدة المدن العامرة، والمدينة العربية المتجددة الشباب… وإن انطباعاتهم الجميلة عنها جعلتهم من أصدقاء دمشق الخلص.
هذه هي إذا سورية وهذه عاصمتها التي ولدت على ثراها أعظم المدنيات ، على أرضها كان لقاء الشرق والغرب هذه هي سورية التي وصفوها بأنها "أكبر بلد صغير في العالم" ، هذه هي سورية العربية التي كانت وستبقى قلعة الصمود والتحدي، فتية، أبية، عاشت القهر ولم تقهر، غنية بالسحر والعراقة والأصالة والتقاليد.
[/size][/color]
دمــشـــــق الـفـيـحــــاء
)رفيقة الزمن، وجدة المدن العامرة، والمدينة العربية المتجددة الشباب(
تعتبر سورية من أغنى بلاد الأرض بتنوع الحضارات والتاريخ، فهي مهد الحضارات التي ازدهرت في خضم الغابر، حيث الأوابد والعمائر شواهد على ما تركه الأقدمون من بصمات ما زال يروي القائم منها أقاصيص الشعوب التي مرت عليها، قلاع شامخة فوق القمم، مدن مارت في التلال وفي السهوب، أمم تزاحمت في الصراع على أرضها ثم انهارت تحت ضربات أمم أخرى، آثارها تروي حكايات الأولين وغابر أمجادهم وما تركوه من رقي وارتقاء.
إن موقع سورية الجغرافي المتميز (شرقي البحر الأبيض المتوسط بين القارات الثلاث آسيا ، أوروبا وأفريقيا) حيث كانت ملتقى القوافل لطريق الحرير القادمة من الشرق والغرب، جعل الحضارات تتوالى على أرضها متعددة منها ما ولدها شعبها، ومنها ما وفدت واستقرت وذابت في هذا النسيج الفريد محققة أخصب تفاعل حضاري عرفته البشرية، ومن هنا جاءت أهمية سورية الاقتصادية والسياسية والسياحية وبشكل خاص أهمية عاصمتها دمشق التي تقع على خط طول 36.18 شرقي غر ينتش، وعلى خط عرض 33.21 شمالاً وترتفع عن سطح البحر نحو 690م وتبدو في واحة كأنها الزمردة الخضراء وسط رمال الصحراء الذهبية اللون. يطل عليها جبل قاسيون بأجمل المناظر البانورامية. تميز موقعها بإمكان توسعها العمراني المستمر ويزيد عدد سكانها عن 3.5 مليون نسمة.
إن هذا الموقع لدمشق على الطرق العالمية، ومعاصرتها الصراع الدولي عبر العصور، جعل اسمها في الكتب المقدسة والوثائق التاريخية بمختلف اللغات العالمية القديمة والحديثة. وهي أقدم العواصم المأهولة حتى الآن، ومن أعرق العواصم التي ما زالت قائمة كواحة خضراء تفئ تحت وارف غوطتها الفيحاء وترتوي من مياه بردى نهرها الخالد، دمشق التي تغنى الجميع بها ووصفوها بأجمل العبارات مثل "رفيقة الزمن، وجدة المدن العامرة، والمدينة العربية المتجددة الشباب"… وإن انطباعاتهم الجميلة عنها جعلتهم من أصدقاء دمشق الخلص. فهي قديمة قدم التاريخ، كما أن أهمية موقعها أسهم في نشوء محطة أو قرية لها معبدها. وفي نهاية الألف الثاني قبل الميلاد أسس فيها القائد العربي الروماني (رزون) مملكته الشهيرة بدفاعها عن المنطقة، وتوحيد صفوف الممالك الآرامية وقيادتها في عهد (برحيد وحزائيل...) فقضى عليها الآشوريون عام 732 ق.م، ثم شهدت دمشق عهود العرب الكلدانيين (605 - 538 ق.م) ثم الإخمينيين (538 – 333 ق.م) وتحدث عنها الجغرافي (سترابو) كأشهر مدينة في غرب آسيا، وبعد ظهور العرب الأنباط كقوة هامة في المنطقة، جعلوا دمشق عاصمتهم في عهد الحارث الثالث (87-62 ق.م) والحارث الرابع. وفي عام 105م قضى الرومان على مملكة العرب الأنباط وأسسوا الولاية العربية وجعلوا بصرى عاصمتها. وبعد انقسام الإمبراطورية الرومانية أصبحت دمشق _ كبقية بلاد الشام _ خاضعة للإمبراطورية البيزنطية حيث تزايد نفوذ العرب الغساسنة فيها. وفي عام 635م حرر العرب المسلمون دمشق من الحكم البيزنطي.
وفي العصر الأموي (661-749) غدت عاصمة العالم العربي والإسلامي، فشهدت عصرها الذهبي. ثم عهود العباسيين. وحكمها ولاة طولونيون وإخشيديون وفاطميون وأيوبيون ومماليك وعثمانيون وفرنسيون.
وفي عام 1946 تم جلاء القوات الأجنبية عن سورية حيث شهدت البلاد نهضة جديدة. وبعد الحركة التصحيحية شهدت دمشق وبقية المدن والمحافظات السورية مشاريع بناء المدارس والكليات والجسور والملاعب الرياضية والحدائق الغناء وصالات الفنون الجميلة والفنادق الدولية الحديثة ومطار دولي (مكتبة الأسد الوطنية، بانوراما حرب تشرين، نصب الجندي المجهول في جبل قاسيون، دار الأسد للثقافة والفنون والمسرح القومي … وغيرها) لتلبية رغبات الزائر المختلفة. كما تشهد الآن ثورة في التطوير والتحديث في ظل قيادة شابة واعدة للدكتور بشار الأسد، و يقام فيها عدة معارض سنوية وتخصصية دولية وتظاهرات فنية أهمها معرض دمشق الدولي الذي يقام على أرض أكبر مدينة معارض في الشرق الأوسط ومهرجانه الفني المتميز خلال شهري آب وأيلول ومعرض الزهور في شهر أيار.
وتضم دمشق عدد من المتاحف التي ازدادت مجموعاتها غنى وهي:
-المتحف الوطني: حيث عرضت فيه مجموعاته عرضاً فنياً وعلمياً، ويحرص الزائرون على التصوير في حديقته للاحتفاظ بذكريات لا تمحوها الأيام.
-متحف التقاليد الشعبية والصناعات اليدوية: في قصر العظم الذي يعتبر من أجمل قصور دمشق القديمة.
-متحف الطب والعلوم عند العرب: في مبنى (بيمارستان النوري).
-متحف دمشق التاريخي: في مبنى منزل خالد العظم.
-متحف الخط العربي: في مبنى المدرسة الجقمقية المملوكية.
-متحف دمشق الحربي: في التكية السليمانية.
-متحف دمشق الزراعي.
أسواقها: اشتهرت دمشق بأسواقها الشعبية التخصصية مثل:
-سوق الحميدية: تعتبر هذه السوق من أشهر وأجمل أسواق العالم، وتبدو كمعرض دائم للفنون التقليدية، ويبدأ التنزه في هذه السوق قرب قلعة دمشق الأيوبية وينتهي عند باب الجامع الأموي الكبير من جهة الغرب.
-سوق مدحت باشا: يقع قرب باب الجابية حيث يبعث في الذاكرة قصة (بولس وحنانيا) والشارع المستقيم.
-سوق البزورية: تؤكد على شهرة الشرق بالتوابل والبهارات والحلويات والفواكه الشامية المجففة.
-سوق المهن اليدوية: في مبنى التكية السليمانية الصغرى وتضم أشهر الصناعات اليدوية الزجاجية، الفخارية، الخشبية، العاجية والصدفية (الموزاييك) والحلي ونسيج البروكار الدمشقي… وإن رؤية الصناع الفنيين يبدعون روائعهم بأدواتهم البسيطة تترك في النفس ذكريات خالدة.
-سوق الصالحية: قرب جامع الشيخ محي الدين حيث توضح تاريخ نشوء الأسواق قرب المعابد، وأهمية فعالياتها وكذلك شهرة دمشق بالثمار والخضار والفاكهة.
المقاهي الشعبية: في حي النوفرة شرقي الجامع الأموي وفي مناطق أخرى مثل الربوة والغوطة ومقهى الحجاز وهي مقاه تلبي رغبة السائح في الراحة والاطلاع على جمالية وبساطة هذه المقاهي المشهورة بشرب الشاي والقهوة وعادة التدخين بالنرجيلة والحكواتي الذي لا يزال حتى الآن في بعض تلك المقاهي.
الحمامات الشعبية: هناك حمامات شعبية تلبي رغبة السائح في معرفة الحمامات القديمة وأهمية النظافة، ومن أشهر هذه الحمامات حمام نور الدين الشهيد _ حمام الورد _ حمام الملك الظاهر و حمام فتحي الذي رمم منذ فترة قصيرة وغيرها.
المباني والقصور الأثرية والتاريخية: يوجد بدمشق عدد كبير منها مثل:
-قلعة دمشق الأيوبية: تعد من القلاع الفريدة من نوعها في العالم والتي تبدو كأنها تنطق بصوت الصمت قصص ملاحم الصمود في وجه التتار والصليبيين والمغول.
-سور دمشق وأبوابها السبعة: حيث كان يحيط بدمشق سور لم يبق منه إلا بعض أقسام يمكن رؤيتها من جانب باب توما والباب الشرقي وباب كيسان وباب السلام كما يمكن رؤية عدد من الأبراج القديمة التي كانت تدعم سور المدينة، وهناك أبواب أخرى تضاف إلى ما سبق ذكرها هي باب الصغير، باب الجابية وباب الجنيق (الفراديس).
-قوس التترابيل: في منتصف الشارع المستقيم وقرب الكنيسة المريمية، بين باب الجابية والباب الشرقي. كما يوجد بها مجموعة من القصور والبيوت التي يدل جمالها على أن العرب القدماء اعتبروا بيت الإنسان فردوسه وفردوس الإنسان بيته مما جعلهم يهتمون بجمال مساكنهم وتزيده بكل ما يلزم من رسوم وزخارف ونوافير مياه وباحات وأشجار وأزهار مثل قصر العظم وقصر النعسان، وبيت خالد العظم، وبيت السباعي، وبيت نظام وبيت جبري.
أما المباني الدينية فهي كثيرة أهمها:
-الجامع الأموي: يعتبر من روائع فن العمارة، يعود فضل بنائه إلى الوليد بن عبد الملك (705-715م) يتميز بسعته وارتفاع مبناه، وجمال مآذنه الثلاث وقبته، وجمال لوحات فسيفسائه التي تمثل فيلات دمشق تطل على نهر بردى كفردوس أرضي. كما يحوي ضريح النبي يحيى (يوحنا المعمدان) والمتحف الخاص بالجامع والذي يمكننا من الاطلاع على بقايا معبد جوبيتر الدمشقي.
-التكية السليمانية: يتميز مبناها بجمال قبتها، وتناظر مئذنتيها الرشيقتين، وتوالي أروقتها، وسعة بحيرتها، وكثرة أزهارها.
-ضريح صلاح الدين الأيوبي: يقع في شمال الجامع الأموي.
- وهناك جامع الشيخ محي الدين في حي الصالحية وجامع درويش باشا المشهور بروائع القاشاني وجامع السنانية المتميز بمئذنته المغطاة بالقاشاني الأخضر وجامع التيروزي في حي باب السريجة حيث تزين روائع القاشاني جدرانه، وجامع مراد باشا في حي السويقة في الطريق إلى حي الميدان العريق بنضال أبنائه وجامع السيدة زينب في ضاحية دمشق وجامع السيدة رقية في حي العمارة. كذلك كنيسة حنانيا التي يحرص الجميع على زيارتها للاطلاع على قصة القديس بولس واعتناقه النصرانية بمساعدة حنانيا وكنيسة القديس بولس في باب كيسان حيث تحول هذا الباب إلى كنيسة لارتباط ذكريات مغادرة القديس بولس دمشق متدلياً من فوق هذا الباب، والكنيسة المريمية التي تعتبر من أقدم وأجمل كنائسها والتي يحرص الكثيرون على زيارتها والصلاة فيها.
وبدمشق أحياء قديمة يحرص الكثيرون على زيارتها والتنزه في طرقاتها الضيقة والتأمل في جمال عمارتها المحلية الجميلة، والاحتفاظ بانطباعات لا تنسى.
لقد تغنى الجميع بدمشق ووصفوها بأجمل العبارات مثل "رفيقة الزمن، وجدة المدن العامرة، والمدينة العربية المتجددة الشباب… وإن انطباعاتهم الجميلة عنها جعلتهم من أصدقاء دمشق الخلص.
هذه هي إذا سورية وهذه عاصمتها التي ولدت على ثراها أعظم المدنيات ، على أرضها كان لقاء الشرق والغرب هذه هي سورية التي وصفوها بأنها "أكبر بلد صغير في العالم" ، هذه هي سورية العربية التي كانت وستبقى قلعة الصمود والتحدي، فتية، أبية، عاشت القهر ولم تقهر، غنية بالسحر والعراقة والأصالة والتقاليد.
[/size][/color]