الفرق بين التسبيح والتقديس
أولاً- لا يكاد علماء اللغة والتفسير يفرقون بين التسبيح ، والتقديس ؛ لأنهما يرجعان في الأصل إلى معنى واحد ، وهو تبعيد الله جل وعلا عمَّا لا يليق بجلاله وكماله . والتبعيد معناه : التنزيه . وفرَّق بعضهم بينهما بأن التقديس أعمُّ من التسبيح ؛ إذ كل مقدِّس مسبِّح ، وليس كل مسبِّح مقدِّس ؛ وذلك لأن التسبيح من سبَح في الماء ، والتقديس من قدَس في الأرض ، إذا ذهب فيهما وأبعد . والذهاب والإبعاد في الأرض أكثر من الذهاب والإبعاد في الماء ، والتشديد فيهما للمبالغة .
يقال : سبَّح اللهَ ، وسبَّح لله تسبيحًا . أي : لأجله . وكذلك يقال : قدَّس اللهَ ، وقدَّس لله تقديسًا . أي : لأجله . ويقال : سبَّح بحمد الله . أي : سبَّحه بالحمد . أي : نزَّه اللهَ تعالى بقول :« الحمد لله » . وسبَّح اللهَ تسبيحًا . أي : نزَّهه بقول :« سُبْحَانَ الله » . وقيل : سُبْحَانَ الله : هو السرعة إليه ، والخفة في طاعته . وأصله من قولهم : سبَح في الماء سَبْحًا وسُبْحانًا ، وأصله : المَرُّ السريع في عبادة الله تعالى ، ثم لازم النصب والإضافة إلى ظاهر ، أو مضمر . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قول : سبحان الله ، قال : تنزيه الله نفسه عن السوء .
ثانيًا- ومن الفروق بينهما : أن التسبيح عبارة عن تنزيه الله تعالى عمَّا لا ينبغي ، وهو إشارة إلى كونه تعالى كاملاً في ذاته . والتقديس عبارة عن تنزيه أفعاله تعالى عن صفة الذم ، ونعت السفه . وأن التسبيح لا يستعمل إلا في حق الله تعالى ، بخلاف التقديس ؛ فإنه يستعمل في حق الآدميين ، فيقال : فلان رجل مقدَّس : إذا أريد تبعيده عن مسقطات العدالة ، ووصفه بالخير . ولا يقال رجل مَسبَّح . وقد يستعمل التقديس في غير ذوي العقول أيضًا ، فيقال : قدَّس اللهُ روحَ فلان ، ولا يقال : سبَّح الله روحَ فلان . ومن ذلك قول الله تعالى :﴿ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ ﴾(المائدة: 21) . والمقدَّسة : قيل : المطهَّرة . وقيل : المباركة ، وهي دمشق ، وفلسطين ، وبعض الأردن . ومن ذلك : بيت المقدس .
وقال الجرجاني:« التسبيح تنزيه الحق عن نقائص الإمكان والحدوث . والتقديس عبارة عن تبعيد الرب عما لا يليق بالألوهية ، وفي اللغة : التطهير ، وفي الاصطلاح : تنزيه الحق عن كل ما لا يليق بجنابه ، وعن النقائص الكونية مطلقًا ، وعن جميع ما يعد كمالاً بالنسبة إلى غيره من الموجودات مجردةً كانت ، أو غير مجردة . وهو أخص من التسبيح كيفيةً ، وكميةً . أي : أشد تنزيهًا منه ، وأكثر ؛ ولذلك يؤخر عنه في قولهم سُبُّوحٌ ، قُدُّوسٌ ) . ويقال : التسبيح : تنزيهٌ بحسب مقام الجمع فقط ، والتقديس : تنزيهٌ بحسب الجمع ، والتفصيل ، فيكون أكثر كمية » .
قال تعالى :﴿ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ﴾(البقرة: 30) ، فقابل الإفساد في الأرض بالتسبيح بالحمد ، وقابل سفك الدماء بالتقديس ، فدل على أن التسبيح بحمد الله ينفي الفساد ، وأن التقديس لله ينفي سفك الدماء . وأن التسبيح شريعة للإصلاح ، وأن التقديس شريعة لحقن الدماء .
أولاً- لا يكاد علماء اللغة والتفسير يفرقون بين التسبيح ، والتقديس ؛ لأنهما يرجعان في الأصل إلى معنى واحد ، وهو تبعيد الله جل وعلا عمَّا لا يليق بجلاله وكماله . والتبعيد معناه : التنزيه . وفرَّق بعضهم بينهما بأن التقديس أعمُّ من التسبيح ؛ إذ كل مقدِّس مسبِّح ، وليس كل مسبِّح مقدِّس ؛ وذلك لأن التسبيح من سبَح في الماء ، والتقديس من قدَس في الأرض ، إذا ذهب فيهما وأبعد . والذهاب والإبعاد في الأرض أكثر من الذهاب والإبعاد في الماء ، والتشديد فيهما للمبالغة .
يقال : سبَّح اللهَ ، وسبَّح لله تسبيحًا . أي : لأجله . وكذلك يقال : قدَّس اللهَ ، وقدَّس لله تقديسًا . أي : لأجله . ويقال : سبَّح بحمد الله . أي : سبَّحه بالحمد . أي : نزَّه اللهَ تعالى بقول :« الحمد لله » . وسبَّح اللهَ تسبيحًا . أي : نزَّهه بقول :« سُبْحَانَ الله » . وقيل : سُبْحَانَ الله : هو السرعة إليه ، والخفة في طاعته . وأصله من قولهم : سبَح في الماء سَبْحًا وسُبْحانًا ، وأصله : المَرُّ السريع في عبادة الله تعالى ، ثم لازم النصب والإضافة إلى ظاهر ، أو مضمر . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قول : سبحان الله ، قال : تنزيه الله نفسه عن السوء .
ثانيًا- ومن الفروق بينهما : أن التسبيح عبارة عن تنزيه الله تعالى عمَّا لا ينبغي ، وهو إشارة إلى كونه تعالى كاملاً في ذاته . والتقديس عبارة عن تنزيه أفعاله تعالى عن صفة الذم ، ونعت السفه . وأن التسبيح لا يستعمل إلا في حق الله تعالى ، بخلاف التقديس ؛ فإنه يستعمل في حق الآدميين ، فيقال : فلان رجل مقدَّس : إذا أريد تبعيده عن مسقطات العدالة ، ووصفه بالخير . ولا يقال رجل مَسبَّح . وقد يستعمل التقديس في غير ذوي العقول أيضًا ، فيقال : قدَّس اللهُ روحَ فلان ، ولا يقال : سبَّح الله روحَ فلان . ومن ذلك قول الله تعالى :﴿ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ ﴾(المائدة: 21) . والمقدَّسة : قيل : المطهَّرة . وقيل : المباركة ، وهي دمشق ، وفلسطين ، وبعض الأردن . ومن ذلك : بيت المقدس .
وقال الجرجاني:« التسبيح تنزيه الحق عن نقائص الإمكان والحدوث . والتقديس عبارة عن تبعيد الرب عما لا يليق بالألوهية ، وفي اللغة : التطهير ، وفي الاصطلاح : تنزيه الحق عن كل ما لا يليق بجنابه ، وعن النقائص الكونية مطلقًا ، وعن جميع ما يعد كمالاً بالنسبة إلى غيره من الموجودات مجردةً كانت ، أو غير مجردة . وهو أخص من التسبيح كيفيةً ، وكميةً . أي : أشد تنزيهًا منه ، وأكثر ؛ ولذلك يؤخر عنه في قولهم سُبُّوحٌ ، قُدُّوسٌ ) . ويقال : التسبيح : تنزيهٌ بحسب مقام الجمع فقط ، والتقديس : تنزيهٌ بحسب الجمع ، والتفصيل ، فيكون أكثر كمية » .
قال تعالى :﴿ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ﴾(البقرة: 30) ، فقابل الإفساد في الأرض بالتسبيح بالحمد ، وقابل سفك الدماء بالتقديس ، فدل على أن التسبيح بحمد الله ينفي الفساد ، وأن التقديس لله ينفي سفك الدماء . وأن التسبيح شريعة للإصلاح ، وأن التقديس شريعة لحقن الدماء .