الحمد لله نشر في الكون آيات عظمته،وأفاض على عباده من خيراته ونعمته،أحمده سبحانه أكرم عباده المؤمنين الصالحين برحمته ومحبته ووعدهم رضوانه وجنته،وتوعد الكافرين بالعذاب والنيران ونقمته،وأشكره سبحانه شكراً عظيماً يليق بعظمته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة أرجو بها نيل رحمته ومحبته،وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله بلغ رسالته وأدى أمانته ونصح لأمته صلى الله عليه وعلى آله وصحابته.أما بعد:فيا أيها الأحبة في الله أوصيكم ونفسي أولاً بسبيل نيل محبة الباري جلت عظمته إذ يقول : {بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ}([1]) ويقول سبحانه:{عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ}(2) .أيها الأحبة في الله حديثي اليوم عن الحب،لكنه ليس حب الآهات والنظرات،ولا حب الأفلام والمسلسلات والقنوات، إنه حب رب البريات ، حب فاطر الأرض و السماوات ، حب تميز به عباد الله المؤمنين حتى قال الله عنهم:{وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ..}(3).حب يورث القلب حلاوة الإيمان فيتلذذ العبد بطاعة الله وبذكر الله أخرج البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ))(4).ولما كان الحبيب المصطفى أشد العباد حباً لله كان أشدهم تلذذاً بطاعة الله كيف لا وهو القائل : ((…وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ))(5).نعم هذا هو الحب الحقيقي تلذذاً ومتعة بالوقوف بين يدي من يحب وبمناجاته ، وكما أن المريض يذوق حلو الطعام مراً ، وكلما أزداد مرضه زاد فساد ذوقه ، فإن صاحب القلب الذي خلا من حب الله أو ضعفت فيه تلك المحبة يرى بأن طاعة الله وعبادته ثقيلة عليه فهو ينتظر بفارغ الصبر متى ينتهي رمضان لثقل الصيام على قلبه و يحاول الفرار من القيام لثقله على حسده وقلبه،كم من هذا الصنف يرى أن صلاة الجماعة أثقل عليه من نقل الجبال والعياذ بالله ، وبقدر ما يعظم حب الدنيا في القلب يكون على حساب حب الله وقد قال الناظم : وحُبَّان في قلبي مُحالٌ كلاهما..محبة فردوسٍ ودارُ غرور..ومن يرجُ مولاه ويرجوا جوَارهُ..يسابق في الخيرات غير فتورِ…ومن صادقٌ من يدعي حب ربه..وأمسى عن اللذات غير صبور..أو يسألوا عن الدنيا وعن كل شهوةٍ..وعن كل ما يودي بوصل سرور.معاشر المحبين لربهم إن محبة الله يعطيها الله لمن أحبهم ، فما من محب لله إلا والله يحبه أخبر بذلك العظيم في كتابه حيث قال : {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}(6). وقد يسأل سائل كيف يحبني الله فنقول له إلجأ إلى الله وأدع وتضرع إليه أن يجعلك ممن أحب ، ثم أنظر من الذين يحبهم الله واسلك نهجهم واليك نماذج لمن يحبهم الله من كتاب الله يقول سبحانه : {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}(7) فأكثر من التوبة والإنابة إلى الله ، ويقول سبحانه {فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ}(.فاحرص على التقوى في السر والعلن ، ويقول سبحانه:{ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}(9).فاصبر على طاعة ربك واصبر على ما أصابك،ويقول سبحانه : {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}(10).فكن من المحسنين في كل أمورك في قولك في فعلك في عبادتك ، ويقول جل جلاله : {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}(11).فتوكل على الله حق التوكل في كل شؤون حياتك.ويقول سبحانه : {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}(13) فكن مقسطاً عادلاً في قولك وحكمك ويقول سبحانه : {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنيَانٌ مَرْصُوصٌ}(14).ومما يقربك من محبة الله أداء الفرائض ثم الاستكثار من النوافل أخرج البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَالَ: ((مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ..))(15).
ومما يجلب لك حب العظيم أن تبتعد عما يكرهه سبحانه ولا يحبه فارجع إلى كتاب ربك وإلى سنة نبيكe لتتعرف على ما يكرهه ربك ومولاك وعلى سبيل المثال قوله تعالى :{وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}(16).فإياك والظلم لعباد الله،ومن ذلك قوله تعالى:{..إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا}(17).ويقول سبحانه : {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا}(18).ونحو ذلك. معاشر المحبين لربهم إن محبة الله دعوى يستطيع كل أحد أن يدعيها لذلك وضع العليم الخبير مقياساً يوزن الإنسان به نفسه وغيره حول مدى صدق تلك الدعوى ألا وهي قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}(12). تعصي الإله وأنت تزعم حبه …هذا مُحالٌ في الفِعَّالِ بديعُ ..لوكان حبك صادقاً لأطعته..إن المحبَّ لمن أحب مطيعُ ،ومن الدلائل العملية التي يعرف بها العبد محبته لله كثرة ذكره لله فإن العبد إذا أحب أحداً من البشر وجدته يكثر من ذكره والثناء عليه فكيف بمن أحب رب البشر ، ومنها الإقبال على طاعة الله بشوق ولذة ولله در القائل:إن المليك قد اصطفا خُدّّاماً..مُتوددين مُوطئين كراماً..رُزِقوا المحبة والخشوعَ لربهم..فترى دموعهم تَسِحُّ سِجاما..يحيون ليلهم بطولِ صلاتهم..لايسأمون إذا الأنام نياما..قومٌ إذا رقد العيون رأيتهم..صفوا لشدةِ خوفه أقداماً..وتخالهم موتى لطول سجودهم..يخشون من نارِ الإله غراماً..شُغفوا بحب الله طوال حياتهم..فتجنبوا لوداده آثاماً،ومنها حب الصالحين والثناء عليهم فإن من نقصت محبة الله في قلبه ترصد الصالحين وأحصى عليهم أخطاءهم ، معاشر المحبين لرب العالمين إن لمحبة الله ثمرات عظيمة أوجزها لنا الجليل في الحديث القدسي يوم أن قال: ((فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ)) الله أكبر ما أعظمها من ثمرة فأين الراغبون.أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:{قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}(19).
ومما يجلب لك حب العظيم أن تبتعد عما يكرهه سبحانه ولا يحبه فارجع إلى كتاب ربك وإلى سنة نبيكe لتتعرف على ما يكرهه ربك ومولاك وعلى سبيل المثال قوله تعالى :{وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}(16).فإياك والظلم لعباد الله،ومن ذلك قوله تعالى:{..إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا}(17).ويقول سبحانه : {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا}(18).ونحو ذلك. معاشر المحبين لربهم إن محبة الله دعوى يستطيع كل أحد أن يدعيها لذلك وضع العليم الخبير مقياساً يوزن الإنسان به نفسه وغيره حول مدى صدق تلك الدعوى ألا وهي قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}(12). تعصي الإله وأنت تزعم حبه …هذا مُحالٌ في الفِعَّالِ بديعُ ..لوكان حبك صادقاً لأطعته..إن المحبَّ لمن أحب مطيعُ ،ومن الدلائل العملية التي يعرف بها العبد محبته لله كثرة ذكره لله فإن العبد إذا أحب أحداً من البشر وجدته يكثر من ذكره والثناء عليه فكيف بمن أحب رب البشر ، ومنها الإقبال على طاعة الله بشوق ولذة ولله در القائل:إن المليك قد اصطفا خُدّّاماً..مُتوددين مُوطئين كراماً..رُزِقوا المحبة والخشوعَ لربهم..فترى دموعهم تَسِحُّ سِجاما..يحيون ليلهم بطولِ صلاتهم..لايسأمون إذا الأنام نياما..قومٌ إذا رقد العيون رأيتهم..صفوا لشدةِ خوفه أقداماً..وتخالهم موتى لطول سجودهم..يخشون من نارِ الإله غراماً..شُغفوا بحب الله طوال حياتهم..فتجنبوا لوداده آثاماً،ومنها حب الصالحين والثناء عليهم فإن من نقصت محبة الله في قلبه ترصد الصالحين وأحصى عليهم أخطاءهم ، معاشر المحبين لرب العالمين إن لمحبة الله ثمرات عظيمة أوجزها لنا الجليل في الحديث القدسي يوم أن قال: ((فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ)) الله أكبر ما أعظمها من ثمرة فأين الراغبون.أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:{قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}(19).