(صلي على الحبيب قلبك يطيب)
كتبت يوماً إلى زوجتي يوم أن كانت خطيبتي وكنت في سفر رسالة قلت فيها: إني أسهر وبنات نعش!! .... فغضبت ... وأخبرت جارتها بقبيح فعلي ... وكانت جارتها خبيرة بالرجال .... فقالت لها: لا يجرؤ خاطب أن يقول ما قال خطيبك إلا إذا كان هناك سر ما.
وسمعت حديثهن عجوز فأخبرتهن أن بنات نعش نجوم في السماء، ونعم رفيقات السهر هن!!
وأصبحت ذكرى جميلة نستذكرها بين الحين والحين
وبنات نعش لمن يحب .... أسطورة عربية ... تقول أن سهيلاً قتل نعشاً، وكان لنعش سبع من البنات، فأقسمن أن لا يدفن جثة أبيهن إلا أن يدركن ثأرهن من سهيل، فهرب سهيل إلى الجنوب الشرقي، وحملت أربعة بنات عذراوات نعش أبيهن، وسارت خلف النعش ثلاث، إحداهن حامل، وثانيهن برفقة طفل صغير، وثالثتهن عرجاء تمشي الهوينا.
وبنات نعش يعرفن باسم الدب الكبير ... يظهرن في الجزء الشمالي طوال العام، أما سهيل فهو نجم يظهر في الجنوب الشرقي أحياناً يتبع مجموعة الجدي.
وما زلن من قرون طويلة يحملن النعش، يطاردن سهيلاً، فلا أدركن ثأراً، ولا دفن جثة أبيهن، ولا استراحت أجسادهن.
ومن وحي هذه الحكاية ... جاء هذا النص ...
بـنــات نـعــش
أخواتي الفاضلات .... بنات نعش ....
تحية كونية معطرة بشذى زحل ... وملونة بألوان قزح ...
يأسرني الثبات على المبادئ والقيم، وأن تكون حياتنا أفعالاً قبل أن تكون أقوالاً ... وإن كان ذلك من بنات ... يكن والله أبلغ وأعظم شأناً ... وأدعى للإعجاب والتقدير وحسن الثناء!!!
لكن أخواتي الطاهرات .... إني عليكنَّ مشفق .... ولكنَّ والله ناصح ... فقد تعبت منكن الأجساد وكادت أن تتهالك ... وأوشكت جثة أبيكن رحمه الله أن تتعفن وتخرج ريحها .... وكلَّ الصغير وأتعب أمه وأرهقها وهي ضعيفة .... وأختكن العرجاء أشتد عرجها وتقاربت خطاها حتى لا تكاد تتحرك ... أما الحامل فلها الله ... فبين لحظة وأخرى قد تضع في برية قاسية وخلاء موحش فلا أنيس ولا طبيب ....
أما سهيل ... فلا سبيل إليه ... فقد استجار وأجير ... وله ألف حام ومحام ... فلن تعرفن له أرضاً ... ولن تجدن له مكاناً ....
وأنتن إن بقيتن كما أنتن فأنتن تقدمن له خدمة العمر .... وجميلاً لا ينسى ... فتهلكن أنفسكن ولا يهلك ... ترهقن أنفسكن ولا ينصب ... تجرين وتجرين وهو مستتر مستريح ....
أما آن لهذه الجثة أن تدفن ... فإكرامها دفنها ... أما آن لهذه الأجساد المتعبة أن تستريح وتهدأ قليلاً ... أما آن لهذه القلوب المنكسرة أن تجتمع وتتألف وتتوحد على خطة جديدة وتخطيط محكم!!!
إن اخترتن البقاء على ما أنتن عليه .... فأنتن تكشفن أنفسكن لسهيل وهذا ما يريده .... فهو يراكن ولا ترينه .... ويرقب تحركاتكن ولا تعرفن عنه شيئاً ... والجثة تعيق حركتكن ولا تخدم لكن غرضاً ....
وأرى ... والأمر إليكن .... أن تدفن الجثة ... وتستريح الأجساد المتعبة .... ثم تحكمن خطة .... تبقى صاحبات الأعذار ... وتنطلق العذراوات منكن ... متخفيات مستترات .... يبحثن بهدوء وحذر ... ويسألن بخبث ومكر ... فإذا عرفن مكانه ... وأدركن مسكنه .... يكن لهن تخطيط وتدبير ... وأخذن بالثأر دون تأخير ...
أخواتي الفاضلات الطاهرات ....
الحياة مدرسة .... تعلمنا كل يوم شيئاً جديداً .... وما عجزتن في تحقيقه كل هذه القرون الطويلة ... هو لتمسككن بتقاليد كانت عبئاً عليكن ... وأثقلت كاهلكن .... وأفشلت مهمتكن .... وآن أن تغيرن أساليب القتال ... ووسائل النضال .... وأدوات النزال .... فما كان يصلح قبل ألف عام ... لا يصلح اليوم ... بل يصبح مضحكاً يثير سخرية الكبير والصغير ....
وختاماً وفقكن الله في مسعاكن ... والأخذ بثأركن ... وأن تهدأ نفوسكن ... وتسكن أرواحكن .... وتدخل الطمأنينة إلى قلوبكن
مع اطيب التمنيات
رامووووووووووو
كتبت يوماً إلى زوجتي يوم أن كانت خطيبتي وكنت في سفر رسالة قلت فيها: إني أسهر وبنات نعش!! .... فغضبت ... وأخبرت جارتها بقبيح فعلي ... وكانت جارتها خبيرة بالرجال .... فقالت لها: لا يجرؤ خاطب أن يقول ما قال خطيبك إلا إذا كان هناك سر ما.
وسمعت حديثهن عجوز فأخبرتهن أن بنات نعش نجوم في السماء، ونعم رفيقات السهر هن!!
وأصبحت ذكرى جميلة نستذكرها بين الحين والحين
وبنات نعش لمن يحب .... أسطورة عربية ... تقول أن سهيلاً قتل نعشاً، وكان لنعش سبع من البنات، فأقسمن أن لا يدفن جثة أبيهن إلا أن يدركن ثأرهن من سهيل، فهرب سهيل إلى الجنوب الشرقي، وحملت أربعة بنات عذراوات نعش أبيهن، وسارت خلف النعش ثلاث، إحداهن حامل، وثانيهن برفقة طفل صغير، وثالثتهن عرجاء تمشي الهوينا.
وبنات نعش يعرفن باسم الدب الكبير ... يظهرن في الجزء الشمالي طوال العام، أما سهيل فهو نجم يظهر في الجنوب الشرقي أحياناً يتبع مجموعة الجدي.
وما زلن من قرون طويلة يحملن النعش، يطاردن سهيلاً، فلا أدركن ثأراً، ولا دفن جثة أبيهن، ولا استراحت أجسادهن.
ومن وحي هذه الحكاية ... جاء هذا النص ...
بـنــات نـعــش
أخواتي الفاضلات .... بنات نعش ....
تحية كونية معطرة بشذى زحل ... وملونة بألوان قزح ...
يأسرني الثبات على المبادئ والقيم، وأن تكون حياتنا أفعالاً قبل أن تكون أقوالاً ... وإن كان ذلك من بنات ... يكن والله أبلغ وأعظم شأناً ... وأدعى للإعجاب والتقدير وحسن الثناء!!!
لكن أخواتي الطاهرات .... إني عليكنَّ مشفق .... ولكنَّ والله ناصح ... فقد تعبت منكن الأجساد وكادت أن تتهالك ... وأوشكت جثة أبيكن رحمه الله أن تتعفن وتخرج ريحها .... وكلَّ الصغير وأتعب أمه وأرهقها وهي ضعيفة .... وأختكن العرجاء أشتد عرجها وتقاربت خطاها حتى لا تكاد تتحرك ... أما الحامل فلها الله ... فبين لحظة وأخرى قد تضع في برية قاسية وخلاء موحش فلا أنيس ولا طبيب ....
أما سهيل ... فلا سبيل إليه ... فقد استجار وأجير ... وله ألف حام ومحام ... فلن تعرفن له أرضاً ... ولن تجدن له مكاناً ....
وأنتن إن بقيتن كما أنتن فأنتن تقدمن له خدمة العمر .... وجميلاً لا ينسى ... فتهلكن أنفسكن ولا يهلك ... ترهقن أنفسكن ولا ينصب ... تجرين وتجرين وهو مستتر مستريح ....
أما آن لهذه الجثة أن تدفن ... فإكرامها دفنها ... أما آن لهذه الأجساد المتعبة أن تستريح وتهدأ قليلاً ... أما آن لهذه القلوب المنكسرة أن تجتمع وتتألف وتتوحد على خطة جديدة وتخطيط محكم!!!
إن اخترتن البقاء على ما أنتن عليه .... فأنتن تكشفن أنفسكن لسهيل وهذا ما يريده .... فهو يراكن ولا ترينه .... ويرقب تحركاتكن ولا تعرفن عنه شيئاً ... والجثة تعيق حركتكن ولا تخدم لكن غرضاً ....
وأرى ... والأمر إليكن .... أن تدفن الجثة ... وتستريح الأجساد المتعبة .... ثم تحكمن خطة .... تبقى صاحبات الأعذار ... وتنطلق العذراوات منكن ... متخفيات مستترات .... يبحثن بهدوء وحذر ... ويسألن بخبث ومكر ... فإذا عرفن مكانه ... وأدركن مسكنه .... يكن لهن تخطيط وتدبير ... وأخذن بالثأر دون تأخير ...
أخواتي الفاضلات الطاهرات ....
الحياة مدرسة .... تعلمنا كل يوم شيئاً جديداً .... وما عجزتن في تحقيقه كل هذه القرون الطويلة ... هو لتمسككن بتقاليد كانت عبئاً عليكن ... وأثقلت كاهلكن .... وأفشلت مهمتكن .... وآن أن تغيرن أساليب القتال ... ووسائل النضال .... وأدوات النزال .... فما كان يصلح قبل ألف عام ... لا يصلح اليوم ... بل يصبح مضحكاً يثير سخرية الكبير والصغير ....
وختاماً وفقكن الله في مسعاكن ... والأخذ بثأركن ... وأن تهدأ نفوسكن ... وتسكن أرواحكن .... وتدخل الطمأنينة إلى قلوبكن
مع اطيب التمنيات
رامووووووووووو